top of page

النيل الأزرق وسد النهضة (تغيير المجرى)

  • Writer: محمد شحاته حسين "محمد العريان"
    محمد شحاته حسين "محمد العريان"
  • Apr 10, 2021
  • 4 min read

لعل الأوضاع المتأزمة بين مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة الذي قامت ببنائه أثيوبيا، قد وصل في مساره الدبلوماسي إلى درجات متقدمة جدا، ولا يمكن تصور المجهور الذي تقوم به وزارة الخارجية في هذا الشأن الذي بات من أهم ملفاتها الراهنة.

ولا يعني لنا الموقف الأثيوبي وتعنته، قدر ما يعني مصر إمكانية حل هذه الأزمة.

ولا يمكن أن نخوض في أهمية نهر النيل لمصر، فهذا ضرب من الإسراف في تعريف المعرف.

وفي آخر تصريح لسيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتاريخ 7/4/2021. قال بخصوص سد النهضة "كل الخيارات مفتوحة".

وبالطبع تتحدث كافة الأوساط على كافة المستويات عن إمكانية توجيه ضربة عسكرية حاسمة للسد.

لكن الأمر أبعد من مجرد صراع ثنائي، فكلنا نعلم عدد الدول التي شاركت في إنشاء سد النهضة، ولماذا شاركت، وما الذي تعنيه هذه المشاركة بخصوص أهم مصدر للمياه في مصر.

كذا لا يمكن التغاضي عن الوجود الإسرائيلي في المشهد.

فما الذي يمكن أن يترتب عليه توجيه ضربة عسكرية مصرية لسد النهضة الأثيوبي؟

إن هذا السؤال له أهمية كبيرة، فلو كانت تداعيات الموقف محصورة بين مصر والسودان وأثيوبيا لكان من السهل أن نحسب التداعيات المترتبة على توجيه ضربة عسكرية للسد.

لكن شتمل الموقف على ضبابية كثيفة، لا يمكن معها تبين مواقف الكثير من الدول التي لها شأن كبير في السيطرة على المواقف الدولية.

إن الموقف الأمريكي، والروسي ، والصيني ،والأوربي ، كذا موقف العديد من الدول الإفريقية، بل والعربية. لا يمكن أن نعرف في أي اتجاه هو.

إن سلاح العقوبات الدولية، لا يمكن التهاون في تقديره، كذا لا يمكن الأخذ بأقوال تشوبها حرفية التلاعب بالتصريحات لنحدد على أساسها موقف مختلف العديد من الدول ذات التأثير المباشر في المنطقة.

إننا لا نريد أن نقع تحت طائلة الإبتزاز، نتاج سوء تقدير لمواقف الدولة المعنية والمراقبة للأزمة. كذا لا يمكن الأخذ بتصريحات هذه الدول دون وجود ضمانات تكفل لمصر حرية رد الفعل.


دعونا نتحدث عن ما بعد إمكانية توجيه ضربة عسكرية للسد.

هل أثويبا ستكون غير قادرة على إعادة بناء السد؟ وهل سيكون لنا دائما القدرة على تدميره كلما قرروا الشروع في بنائه؟

إن الموقف في ظل السياسات العالمية الراهنة في غاية السوء إن قدرناه تبعا للموقف المصري. فالصراع العربي الإسرائيلي، وإن كان يتكلل باتفاقيات تطبيع مفتوحة مع اسرائيل، إلا أن اسرائيل بعقليتها التاريخية لا تعرف مفهوم الحلفاء، فهي تعرف مفهوم اللحظة الراهنة. فحليف اليوم يجب التخلص منه غدا. نظرا للعقيدة التي قامت على أساسها دولة اسرائيل، فإن أي تحالفات معها مصيرها انهاء الحليف وتدميره والتخلص منه.


لكن ماذا لو استطعنا تغيير مجرى النهر؟

قد تبدو فكرة غير منطقية، وبعيدة. لكن الواقع يقول أن هذه الفكرة يمكن تحقيقها بسهولة. فتغيير مجاري الأنهار هو أمر قديم، اعتاده المهندسون المتخصصون للقيام بمشروعات مائية كالسدود والجسور. بل ويحدث أحيانا أن تغير الأنهار مجراها دون تدخل بشري. نتاج ظروف مناخية وجغرافية.

لا يخفى على المهتمين بنهر النيل من علماء ومهندسين وخبراء .إلى آخر قائمة المهن التي تهتم بالأنهار.أن نهر النيل له عدة مصادر. منها النيل الأزرق والذي هو المصدر الرئيس لمياه نهر النيل.

و نقلا نقول " نهر النيل الأزرق يخرج من بحيرة اسمها بحيرة تانا. وفم النهر عند خروجه من البحيرة لا يتجاوز عرضه 300 متر.مارا بجنادل تشارا تشارا. ويكون النهر في أضعف حالاته خلال موسم الصيف.
وهكذا يخرج النيل الأزرق من بحيرة تانا هزيلا ومتواضعا، لكي يحقق الغرين فيه رحلة طويلة . تستغرق أكثر من 1600 كيلومتر حتى يقترن بعدها بالنيل الرئيسي . ويكون مجرى النيل الأزرق – الآباي الأعلى – الخارج من بحيرة تانا ضيقا لايكاد يزيد عن 300 متر . والمفهوم أنه يمر بجنادل تشارا تشارا ثم يوالي المرور على مناطق تتخللها مدافع الماء ، ثم يضيق بوضوح إلى أن يتردى الجريان على شلالات أرفامي وشلالات تسيسات . ونذكر بهذه المناسبة أن هذه الشلالات تتمثل في تكوينات صلبة من اللاڤا ، وأن سقوط الماء عليها يكون من ارتفاع لايقل عن سبعة أمتار في موسم انخفاض المناسيب .
ويغير مجرى النهر من بعد ذلك اتجاهه بحيث يجري إلى الشرق ثم إلى الجنوب . ولا يلبث أن يرسم مجراه طريقا لمتويا التواء عظيما على سطح الهضبة . ويلاحظ الباحث أن الاتجاهات التي تمر بها تخضع للأثر الناشئ من انتشار الكتل الجبلية الضخمة المرتفعة ، التي تمخض عنها التراكم البركاني الحديث . وهو من أجل ذلك يدور دورة كبيرة لكي يتجنب هذه الكتل ويمر فيها بينها في إقليم جوجام . ونلاحظ أنه قد حفر واديا عميقا ، له شكل الخانق العميق الذي يصل عمقه إلى حوالي 1500 متر . وقد أظهر هذا النحت الشديد الطبقات المتوالية من حيث العمر الجيولوجي ، والتي يتألف منها التراكم ، الذي أسهم في تأكيد ارتفاع سطح الهضبة الحبشية .
ويعبر هذا الوادي العميق الذي يتضمن مجرى النهر عن قدرة النهرعن الحفر والنحت الشديدين . ويمكن القول أن هذه القدرة قد اكتسبها النهر من الانحدار الشديد ، والتردي عن منسوب بحيرة تانا إلى منسوب الخرطوم . والمفهوم أن هذا النهر الذي يبلغ طوله حوالي 1622 كيلومترا فيما بين تانا والخرطوم ، ينحدر حوالي 1440 مترا ، وهي مقدار الفاصل الرأسي فيما بينهما ، أو مايعادل حوالي 1 : 1226 . ويمكن القول أن معظم هذا الانحدار يكون فيما بين بحيرة تانا والرصيرص ، الذي يبلغ مقدار الفاصل الرأسي بينهما حوالي 980 مترا . وإذا علمنا أن الرصيرص التي تقع على منسوب 466 مترا عن مستوى سطح البحر تبعد عن بحيرة تانا عن طريق مجرى النهر بحوالي 982 كيلومترا ، فإن ذلك يعني أن الانحدار فيما بينها يبلغ 1 : 1000 . وهذا الانحدار كبير من غير شك ومع ذلك فإنه أقل بكثير من درجة الانحدار على الخط المباشر فيما بين بحيرة تانا والرصيرص والذي يبلغ طوله 300 كيلومترا"

إنني أتحدث عن إمكانية تغيير مجرى النهر في مناطق يمكن للمهندسين بخرائطهم المناسبة حساب مواقع يمكن ضربها ليتم تغيير مجرى النهر دون المساس بسد النهضة، الذي لن تصل إليه المياه في النهاية.

نعم إن ذلك ليس سهلا، كذلك ليس مستحيلا. فالمطلوب هو. تغيير مجرى النيل الأزرق أمام السد في الأراضي الأثيوبية، بأقل ضربات سريعة ممكنة، مع حساب أن يكون المجرى الجديد لا يمر بمنطقة سد النهضة ، مع ضمان دخوله الأراضي السودانية ليلتقي في نقطة ما مع مجراه القديم وراء السد.


هذه حسابات هندسة أرى أنه يمكن تحقيقها وبسهولة، فقط تحتاج إلى الدقة والمهارة.

كان الغرض من هذا المقال طرح هذه الفكرة دون الدخول في تفاصيلها العلمية، التي بالطبع ليست محل المقال ، وليست من اختصاصي. كذا محاولة تقريب الفكرة إلى الأذهان مع طرح تصور بسيط لشكل مجرى النيل الأزرق عند بحيرة تانا.مستعينا بالمعلومات البسيطة المتاحة لدي كقارىء.

روابط هامة :


محمد شحاته حسين (محمد العريان)

01095717650









 
 
 

Comentários


bottom of page