من رسائل إحسان (قناة السويس)

عزيزي محمود

بعد التحية،

أخبرك أنني بخير، وأن انقطاعي عنك لفترة طويلة كان بالرغم عني، وكانت رسائلك تصلني باستمرار، وكنت أقرأها كعادتي بكل جدية واهتمام.

تعرضت هذه الأيام لشيء تعرض له الكثيرون من قبلي في هذا العالم، لقد تمت سرقة أفكاري ونسبتها إلى شخص آخر. أشعر أنك تضحك الآن، فليس هذه أول مرة ولا شيء جديد. لكن لا أعلم لماذا شعرت بحنق شديد هذه المرة، ربما لتراكم الكثير من المشاهدات من حولي عن نظام مريب عرفت بعض خاباياه يحاول الظهور في بلادنا.

تعلم أن في بلادنا تعمل هذه الأيام عصابات من الصاعدين الجدد بكل خبث وقذارة. وعلينا نحن القدامى أن نواجه هذا الصعود المخزي، فأنت تعلم أن أمثالنا لا صبر لديهم لتحمل هذه الصنوف المدسوسة من البشر، ونرى أن فضحهم هي الطريقة المثلى ليكونوا عبرة لغيرهم وعلامة على وجودنا المشهود.

لن أطيل عليك، ربما علمت بحادثة سفينة صينية اسمها إيفر جيفن جنحت بطريقة ما داخل مجرى قناة السويس. ولم يستطع أحد إخراجها سليمة فظلت عالقة في انتظار حل ما.

تعلم الفرق بين المشكلة والإشكالية، وكانت هذه الحادثة إشكالية تحتاج إلى حل مبتكر فهي ليست مشكلة نعالجها بحلول تقليدية. وكعادتنا في تصفح ما يجري نحاول أحيانا أن نقول ما نراه خاصة إذا شعرنا بحالة عجز تنتاب الجميع.

وتعلم أن لنا باعا في أشياء كثيرة لا تحتاج إلى علوم عميقة لكنها أشياء تحتاج فقط إلى تأمل بسيط ومعرفة على قدر ما.

وفي اليوم 26 من مارس عام 2021 أي بعد جنوح السفينة في يوم 23 بثلاثة أيام. كان الجميع يتحدث عن ما الحل الممكن لإنقاذ هذه السفينة الجانحة.

فقمت بطرح فكرة استخدام الكراكات كحل ناجع وسريع وذلك في صفحة تواصل إجتماعي بها ما يقارب من 400 ألف مختص وعامل بالعلوم الهندسية.المدنية.

وبعدها ظهر فجأة مهندس يعمل بهيئة قناة السويس يدعي أنه هو صاحب فكرة التكريك مؤيدا بكبار العاملين في هيئة قناة السويس ، وتناقلت الصحف الخبر.هذا النوع من البشر يا محمود لديهم تلك السمات المشتركة، النذالة، القدرة على الإدعاء، الدعم من خلال شرذمة من المنتفعين الذين يجيدون صنع العصابات والولاء على حساب الحقيقة والآخرين، وكثير منهم يحمل مظلومية مدعاة، ذريعة، تخول له فعل مثل هذه الأمور دون أدنى شعور بالذنب.

إن هؤلاء الملاعين قد استطالوا على مقامنا العالي، ورغم ذلك تعرف جيدا أننا نفتقد إلى وسائل الإعلام وكذلك لا تسمح لنا أنفسنا بممارسة النمسح والتقرب من تلك الوسائل لشرح قضايانا.

أحلم بذلك اليوم يا محمود الذي يلقى فيه هؤلاء عقابا يليق بهم، عقابا ينشر السعادة بين المخلصين للحقيقة. عقابا تشرق بعده الشمس جميلة نظيفة هادئة.

ستجد في الرسالة صورة ، لقطة شاشة، بها فكرتي التي قد قمت بنشرها من قبل.

صديقك المخلص "إحسان"

محمد شحاته حسين (محمد العريان)