top of page

أفلاك محطمة 2

  • Writer: محمد شحاته حسين "محمد العريان"
    محمد شحاته حسين "محمد العريان"
  • Mar 7, 2021
  • 4 min read

أمام السعي البشري لا يمكن إلا أن نسأل سؤالا مهما

لماذا نحن هنا؟

لنفرض أنه بوسيلة ما وبشكل ما قد وجدنا هنا في هذه الأرض، فما الذي يجب علينا فعله؟ ولماذا؟

إن هكذا أسئلة لابد أنها طرحت مئات الآلاف من المرات، وربما ما من إنسان إلا وسأله نفسه.

بالطبع لدينا عدة نماذج تمثل الأجوبة لهذه الأسئلة، لكنني أتحدث عن الإعتقاد الشخصي، عن أنا، وما الذي يجب علي أن أعتقده ، ولماذا.

في خضم الرحلة البشرية التعيسة ، وعبر كل هذه السنين الطويلة المليئة بالصراعات بين البشر، تظهر الحضارات والأنظمة، في مزيج من التداخل والوراثة والتقليد والألفة وغيرها من عوامل الدمج والتفتيت.

تنقض حضارة على حضارة ، وتلتهم حضارة أخرى، وتولد حضارة وتعيش وتموت وتنسى، وكلما أرادت حضارة المضي قدما إذ بها فجأة تنتهي، إن الكتب السماوية مليئة بالحضارات المقضي عليها، كذلك غير السماوية، حتى أن موت الحضارات لا يعني بالضرورة أنها سيئة أو عاشت كما لا يجب أن تعيش، إنما هو الموت الذي يقضي على كل شيء، ومن بينها الحضارات، التي تتعدد أسباب نهاياتها ولابد لها أن تنتهي.

وإنه من السخف حين نتناول الأمر بهذه الطريقة أن نشرح كيف تموت الحضارات، إنني من المؤمنين بأهمية الطب والتداوي، كذلك في الناحية الأخرى مني، أعلم أن الموت لامحالة قادم.

ربما هو علم قام على التوكيدية، ولا أعلم إن كان هناك توكيدات ذهنية تضمن للإنسان الخلود، فكل شيء سبق وانتهى يقول للإنسان أنه لا محتالة ميت، كذا إن الكائنات التي تعيش آلاف السنين ، والتي لا نراها، كأولئك الشخوص المبجلون في الأديان، الصاعدون إلى السماوات أو المنتظرون في السرادبل والفلوات. يخبرنا عنهم من قص علينا أخبارهم أنهم حتما ما سيموتون.

إن فرصة الحصول على الخلود في كثير من النماذج الأيدولوجية كالأديان الإبراهيمية تعد بالخلود في المرة الثانية، فلا يوجد نجاح من المرة الأولى والتي هي الإختبار الذي لابد أن ينتهي.

وقبل أن أعرج على معتقداتي حول تفهمي للحضارات، يجب أن أقول أن الحبكة التي تلتزم بها هذه الأديان، لا يمكن أن أعتقدها بسهولة، فكلها قائمة على اللاتجريب، ، ولا يوجد ولو خبر واحد أكيد، يؤكد لنا أن شيئا ما من كل هذه سيحدث.

نعم ربما نعيش في خدعة كبيرة اسمها الموت الذي لابد هو قادم، إن العلوم تكشف لنا كل يوم عن إمكانية التغير بالإرداة، وبينما نعيش في حضارتنا اليومية التي يطغى عليها مفهوم توكيدية الموت، فمن ذا الذي يضمن لي أنه ما من توكيدات ذهنية تضمن الخلود، وأنه قد إخفاؤها أو نسيانها.

يمكن أن أقول أنه قد إخفاؤها على المستوى الإلهى، وبذلك أضمن للنماذج الدينية أن تبقى بواقعيتها، تؤكد على حتمية الموت، لأن القادر على كل شيء، القادر على أن يجعل الإنسان خالدا بلا موت، قد منعنا أسباب الخلود لنموت.

لكن إن تمسكت بالقول بأن هناك من يعلمها، أو أنها مخفية لكن ليست مستحيلة، منسية ليست عصية على التعرف من ثم التذكر، فهنا يمكنني إتهام هذه الأديان بالتضليل، لأنها تؤكد دائما على أن هذا الأمر لا يعلمه إلا القادر على كل شيء،بينما بتمسكي بفكرتي المفترضة فإن القادر ليس وحده هو الذي يعلم هذا التوكيد الذهني.

أنظر في الناس أحيانا نظرة أشعر بها بمدى سخافتهم التي تصل بي أحيانا إلى حد الإستهانة بقتلهم، فهم يأكلون ويشربون ويالا الحنق الذي يصنعونه بي إذ يعملون، نعم إنهم يقومون بالبناء ، بالسفر، بصناعات الأدوات، هم يهيئون حياة أرضية كاملة، يحاولون ذلك بكل تأكيد، هذا ما يبدو من تصرفاتهم ، ويثيرني أن أجد منهم من يفعل كذل هذا من ثم يقول لي أنه يؤمن بأنه سيموت وأن هذه الحياة فانية، وأن كل ما فعله سيفنى.

إذا هي الغريزة أيها الوسخ، غريزة تريد إشباعها على أكمل وجه، من ثم بكلمات ما تعلمتها تدعي أنك تعلم النهايات، وبكل وقاحة تدعي الزهد، وأنك لامحالة تارك كل ما صنعت ليفنى.

كل هذه الملابس المختلفة، كل هذا التأنق، كل هذه المشاعر والصفات والحركات والبورتوكولات، كل هذه الآداب، وقلة الآداب، لتقول لي أننا نعيش وبكل تأكيد سينتهي كل شييء.

إنني أسأل عن الهدف الذي من أجله تقذف الأرحام كل هذه الأجيال، أسأل عن كل هذا الحراك الذي لابد له من نتيجة وهدف وغاية، وإني إذ أسأل عن هذا فإني قد نزعت منهم مشاعر الإيثار والتضحية والإخلاص ، فهؤلاء لا يعرفون إجابة لهذا السؤال، فهم يعملون على صنعه دون أن تكون لديهم إجابته. هم بنية السؤال الذي لبا يرى نفسه، ولا يشعر بها.

هؤلاء السادرون في الإبقاء، ويالاالعجب فغالبيتهم مؤمن بالإبقاء على نسله وذريته، أسأل لماذا؟

لماذا نريد البقاء ولو بغيرنا والمهم أن يكون منا، لماذا نحب أن نشعر بالتزام أحدهم نحونا، حتى أننا إن عجزنا عن الإنجاب، قمنا بالتبني، هل حمل الأسماء مهم إلى هذه الدرجة، أسأل لماذا؟

إن النظر في الحياة بشكل عرضي، مليء بالأماني والأحلام، لكن حين ننظر إلى الحياة بشكل طولي، حين نقف بعيدا عن الصفوف نجد الإنسان ينزل من الرحم ، يكبر، يعمل، يموت، يقذف به في حفرة أو نار، أو في تابوت..الكل هكذا، فما فائدة هذه الحياة؟

إنني أسأل وكلي جدية، هل القادر على كل شيء، لم يكن قادرا على معرفة مصائر الخلود، ليكفي الناس عناء هذه الرحلة الإختبارية؟ هل شهادتنا تفيد؟ هل يريد أن نكون شهداء على بعضنا البعض ليبقى نزيه الأحكام فينا أمامنا؟ هل يحتاج إلى هذا الشعور؟ وإن كنا نحن من نحتاج إليه فلماذا وضعه فينا؟

إنني أتصور أنني لو أمسكت بأحدهم ووضعته تحت التعذيب ليعترف، لأخبرني أنه لا يفعل أي شيء إلا لأنه يريد كذلك، وأنه يعيش لأنه فقط وجد نفسه هكذا، ووجد أن عليه أن يفعل مثلما الناس يفعلون. وأن إعتقاده بالصلاح والأخلاق لا مرد له سوى صورة مشوشة عن وجود إله سيحاسبه.هذا إن كان يلتزم بها.

إنني أبحث عن الإنسان المنسجم حقا واعتقاده ولديه الحجة الكاملة التي توضح لي سبب تصرفه، أو لم نجد بعد هذا الإنسان؟ صدقني إن غالبية الناس يعتقد نفسه هو، يعتقد نفسه قادرا على هذا الحجاج البسيط.

إنني أشعر وكأني عالق في هذه التصورات، مزدريا أولئك الذين يشعرون بالثقة في أجوبتهم، وبكل صراحة أزدري الذين يقولون أن الله خلقنا لنعبده، بمفهومك الذي تم صياغته لكلمة (عبادة) والتي جعلت كل هذه الحياة مجرد كارثة يجب التخلص منها لينقذنا هذا الإله الخبيث

، كذلك أخشى أن يكون الأمر كذلك، وحينها أسأل بكل ثبات، لماذا نحن هنا؟

يستكمل

محمد شحاته حسين

 
 
 

Comments


bottom of page