top of page

قصيدة النهر المتجمد (ميخائيل نعيمة)

  • Writer: محمد شحاته حسين "محمد العريان"
    محمد شحاته حسين "محمد العريان"
  • Apr 9, 2021
  • 2 min read

الشاعر ميخائيل نعيمة تعريف به:ميخائيل نعيمة (1889 - 1988) مفكر لبناني وهو واحد من الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية، وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد، وأفردت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كُتب حوله. فهو شاعر وقاصّ ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمّل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية والإنجليزية والروسية؛ وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية في عالم الفكر والأدب،

.ميخائيل متأمّل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية والإنجليزية والروسية؛ وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية في عالم الفكر والأدب.

يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخريـر ؟

أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير ؟

بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانع في الطريـق

واليومَ قد هبطتْ عليك سكينة اللحدِ العميـق

بالأمس كنـتَ إذا أتيتُك باكيـاً سلَّيْتنـي

واليوم صـرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكـا أبكيتنـي

بالأمس كنتَ إذا سمعتَ تنهُّـدِي وتوجّعِـي

تبكي ، وها أبكي أنا وحدي ، ولا تبكي معي !

ما هذه الأكفان ؟ أم هذي قيـود من جليـد

قد كبَّلَتكَ وذلَّلَتـك بها يد البـرد الشديـد ؟

ها حولك الصفصاف لا ورق عليه ولا جمـال

يجثو كئيبا كلما مرّت بـهِ ريـح الشمـال

والحور يندب فوق رأسك ناثرا أغصانه

لا يسرح الحسّـون فيـه مـردّدا ألحانه

تأتيه أسراب من الغربـان تنعـق في الفضـا

فكأنها ترثي شبابا من حياتك قـد مضـى

وكأنـها بنعيبها عند الصبـاح وفي المسـاء

جوق يشيع جسمك الصافي إلى دار البقـاء

النهر المتجمد في فصل الربيع


لكن سينصرف الشتا ، وتعود أيـام الربيـع

فتفك جسمك من عقال مكنته يـد الصقيـع

وتكرّ موجتك النقية حرة نحـو البحـار

حُبلى بأسرارِ الدجى ، ثملى بأنـوار النهـار

وتعود تبسمُ إذ يلاطف وجهك الصافي النسيم

وتعود تسبح في مياهك أنجم الليل البهيـم

والبدرُ يبسط من سماه عليكَ سترا من لجين

والشمسُ تستر بالأزاهر منكبيك العارييـن

والحَوْر ينسى ما اعتراه من المصائـبِ والمحن

ويعود يشمخ أنفه ويميس مخضـرّ الفنن

وتعود للصفصافِ بعد الشيب أيام الشبـاب

فيغرد الحسّـونُ فوق غصونه بدل الغـراب


نقله للقراء: محمد شحاته حسين (محمد العريان)



 
 
 

Comments


bottom of page